نبذة مختصرة عن الحبيب علي بن حسن العطاس “صاحب المشهد”

اسمه وميلاده:

هو الحبيب علي بن حسن بن عبدالله بن حسين بن عمر بن عبدالرحمن العطاس، والدته هي الشيخة فاطمة بنت أبي بكر بن شيبان بن أحمد بن سهل بن اسحاق، ولد في بلد حريضة ليلة الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1121هـ.

 تربيته وتعليمه:

مات أبوه وهو دون التمييز في نحو السنة الثالثة من عمره، فعاش يتيماً فتكفله وتولى بتربيته والعناية به جدِّه الحبيب عبدالله بن حسين بن عمر بن عبدالرحمن، ثم لاحظه واعتناء به جدِّه الأكبر الحبيب حسين بن عمر بن عبدالرحمن، الذي بدأ تعليمه القرآن على نظره على يد المعلم سالم بن علي بن عمر باعنتر، وبعد أن ختم القرآن وحفظه بدأ في طلب العلم عند جِّده الحبيب حسين بن عمر، فقرأ عليه الكثير من الكتب، وكان أوَّل كتاب قرأه عليه بداية الهداية للإمام الغزالي، ثم أمره جدِّه الحسين بالقراءة على جدِّه الحبيب عبدالله بن حسين، وبعد وفاة جدِّه الحبيب حسين بن عمر قرأ على أولاده الأربعة عبدالله وأحمد وعلي ومحسن في الفقه والتفسير والتصوف والطب واللغة وحفظ التفاسير كلها قديمها وحديثها.

وكان رضي الله عنه حريصاً على مجالس الذكر ومجامع الخير، شديد الذكاء، سريع الإدراك قوي الحافظة، إذا قرأ شيء من الكتب بقي في ذهنه ولو بعد مدة نثراً كان أو نظماً.

مشايخه:

وكان شغوفاً بتحصيل العلم وتنقل في جهات حضرموت كلها لطلب العلم فقد أخذ عن الشيخ الكبير عبدالله بن عثمان العمودي صاحب الدوفة بدوعن، وذهب إلى خلع راشد للقراءة على الحبيب أحمد بن زين الحبشي، وذهب إلى تريم للأخذ عن الحبيب علوي بن عبدالله الحداد، والحبيب عبدالله بن أبي بكر خرد، والشيخ عمر بن عبدالقادر العمودي، والشيخ سعيد بن عبدالله باعشن، والحبيب أبوبكر بن محمد بافقيه باعلوي، وغيرهم الكثير. وكان مولعاً بقراءة الكتب، واطلع على جملة من الكتب المصنفة في فنون وعلوم شتى مما لا يحصى ولا يستقصى.

دوره الدعوي

وقد نصب نفسه للتدريس ونفع الخاص والعام، فكان الفقيه المفتي، والداعية المرشد، والعلامة المؤرخ، والشاعر المبدع، والمصلح الموفق، ساعياً في إصلاح ذات البين والفصل بين المتخاصمين، وأصلح الله به في وادي حضرموت خلق كثير ومناطق كثيرة وانتفعوا به انتفاعاً ظهرت آثاره وبهرت أسراره وأشرقت أنواره ساعياً في نشر الأمن في تلك البلاد ناشراً للدعوة في جميع أصقاعها بدون كلل ولا ملل ولا فتور.

لله قوم إذا حلوا بمنزلة                   حل الرضى ويسير الجود إن ساروا.

وبرع في علوم وفنون شتى والحديث والسنة والتاريخ والطب وعلم الفلك والاجتماعيات والزراعة إلى جانب علوم القرآن وتفسيره.

هجرته للهجرين وتأسيس المشهد:

وقد هاجر من حريضة لما لا قى مما لا مزيد عليه من حسد الحاسدين من المعاندين إلى بلد الهجرين عام 1150هـ وله دار إلى الآن معمورة، ثم أسس المشهد المعروف الآن سنة 1159هـ وكان موقع للصوص وقطاع الطريق فانتقل إليه ليقطع دابر الأشرار ويحوله إلى دار أمن وأمان وحفر به العديد من الآبار وأقام مسجده المعمور إلى يومنا هذا، وقد أسسه على خمس خصال هي:1) الكون في عون جميع المسلمين. 2) أنس المستوحشين. 3) سقي العاطشين. 4) صلة المنقطعين. 5) أمان الخائفين.

تلاميذه:

أما من أخذ عنه وتتلمذ على يديه واتصل به فهم كثيرون منهم: الحبيب جعفر بن محمد بن علي بن حسين العطاس، والحبيب محمد بن زين بن سميط، والحبيب جعفر بن أحمد بن زين الحبشي، والحبيب عيدروس بن عبدالرحمن بن عبدالله بلفقيه، والحبيب زين بن عبدالله بن أبوبكر خرد، والشيخ أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن باسودان، والحبيب عيدروس بن عبدالرحمن البار، والشيخ عبدالله بن أحمد بافارس باقيس، ومما أخذ عنه أيضاً أولاده وأخيه الأصغر أبوبكر بن حسن وغيرهم الكثير.

مؤلفاته:

وللحبيب علي بن حسن مؤلفات كثيرة من أهمها القرطاس جزئين في ترجمة جدِّه الحبيب عمر بن عبدالرحمن العطاس، وكذلك القرطاس بشرح راتب جدِّه الحبيب عمر بن عبدالرحمن العطاس، وسفينة البضائع وضمينة الضوائع، والمقصد في شواهد المشهد، والرياض المؤنقة، والعطية الهنية والوصية المرضية، والرسائل المرسلة والوسائل الموصلة، والشوارد والشواهد، وخلاصة المغنم وبغية المهتم في اسم الله الأعظم، والمختصر في سيرة سيد البشر، والإشارة الذكية في ألفاظ الوصية، وشرح مقامات الحريري، ومزاج التسنيم في حكم لقمان الحكيم، وسلوة المحزون، والشوارد والشواهد، والحضرة الربانية والنظرة الرحمانية، والتحفة السنية، وغيرها وهي موجودة محفوظة وله ديوان شعر على المنوالين الحكمي والحميني اسمه قلائد الحسان وفرائد اللسان.

إخوته:

وللحبيب علي بن حسن إخوة أشقاء وهم: أحمد(توفي في بلاد الهند) وصالح وإليه ينتسب الحبيب عبدالله بن علوي بن حسن العطاس، وأبوبكر وهو أصغرهم (توفي في بلد أحور شرق عدن ودفن بها وهو في طريقه إلى مكة لطلب العلم)، وشيخه ورقوان، وله أخ من أبيه اسمه علوي بن حسن (أمه هي الشريفة شيخه بنت أبي بكر بن سالم بن عمر خال أبيه)، وله أخ من الرضاعة يقال له أحمد بن عوض بن سلمه (حصل له رضاع من والدته الشيخة فاطمة في الوقت الذي كان الحبيب علي بن حسن يرضع منها).

أعمامه:

أما أعمامه الذين هم أشقاء لأبيه فهم: سالم وأحمد وعلي وعلويه وسلمى، أمهم هي الشريفة عائشة بنت سالم بن عمر بن عبدالرحمن العطاس.

زوجاته وأولاده:

أما زوجاته وأولاده، فقد تزوج الحبيب علي بن حسن من الشريفة سلمى بنت محمد بن أحمد بن حسين العطاس وولدت له شيخه (توفيت صغيرة) والثانية فاطمة، وتزوج من شيخه بنت خاله سهل بن أبي بكر بن الشيخ شيبان بن أحمد بن سهل في بلد هينن وولدت له ولد أسماه “حسن” مات بعد الولادة، ومريم، وتزوج من الشريفة علوية بنت علوي بن محمد بن أحمد الكاف من الهجرين وأنجبت له ولد اسمه حسن، وتزوج من الشريفة فاطمة بنت علوي بن محمد الكاف وأنجبت له عمر ومحمد المقدم وهو الأكبر وشيخه، وتزوج بالشريفة شيخه بنت أحمد بن أبي بكر مدهر علوي بدوعن، وتزوج بنت السيد أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن محمد وولدت له ابنه الحسين (توفي قريب البلوغ) وابنته علوية.

والذي أعقب من أولاده ثلاثة وهم: حسن وعمر وهود وكل واحد منهم أنجب ثلاثة.

وفاته:

توفي رحمه الله بالمشهد سنة 1172هـ ودفن بها عن عمر يناهز إحدى وخمسين سنة رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه جنة القرار وأعاد علينا من بركاته وأفاض علينا من فائضات فهومه آمين اللهم آمين.

تنويه: تقديراً لجهود ابنائكم نرجو التفضل في حالة النقل أو الاقتباس الإشارة إلى المصدر “موقع الساعي نت”