انطلاقاً من المنهج النبوي وتأسياً وإحياءً لسُنّة المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم القائل: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” والقائل “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”.. وابتغاءً لمرضاة الله، فقد تنادى نفر كريم من عائلة العطاس بمدينة جدة على تطبيق هذا المنهج، وارتأوا إنشاء وقف خيري أسري ليقدم برامج تكافلية متنوعة لأسر آل العطاس، هدفه تفعيل روح التكافل بين أفراد الأسرة، ومد يد العون ومساعدة المتعففين منهم، فكانت البذرة الأساس في هذه الأرض المباركة المملكة العربية السعودية والتي كانت ولا تزال التربة الخصبة لمشاريع الخير والنور برعاية حكومتنا الرشيدة فكانت الأكثر ملائمة لاحتضان هذه البذرة المباركة والغرس المبارك.

وقد أُطلق على الوقف مسمى (الساعي) تحقيقاً لقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار”. كما تم تحديد أسماء ومهام ومواصفات مجلس النظارة وآليات إدارته.

وتم بفضل الله اصدار صك الوقف من الدائرة الإنهائية بمحكمة الأحوال الشخصية بمحافظة جدة، رقم: 361183596 وتاريخ 17/6/1436هـ.

كما تمت اتاحة الفرصة لكل فرد من أفراد هذه الأسرة المباركة بالمساهمة فيه كل حسب إمكاناته وقدراته وذلك عبر حسابات الوقف الرسمية في البنوك ليحظى كل منهم بالأجر والثواب الدائم.. وقد أثمرت هذه الجهود عن وضع حجر الأساس لوقف الساعي الأول وذلك يوم الجمعة 22 رجب 1437هـ.

وبفضل الله ومنته انطلقت برامج الوقف برؤية ناضجة وعمل منهجي مؤسسي لا يقوم على فرد وإنما يقوم بعمل جماعي من خلال نظام آلي بعيد عن الاجتهادات، شعاره خدمة الأسرة المباركة، ورعايتها وحفظها والعناية بها قدر الإمكان، مستنيرة بالأهداف التالية:

1- المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 فيما يتعلق بالأوقاف.

2- تحقيق الاستدامة لمختلف البرامج وتنميتها.

3- فتح مجالات جديدة لمصارف الوقف مستقبلاً.

راجين المولى العلي القدير أن يبارك في هذه الجهود وأن تكون خالصة لوجه الكريم.